تخط إلى المحتوى

تماضر رياح موسمية تهبّ على الروح. فكر وفنّ. رصد وسَرد وتصميم.
هذه مساحة للهدوء الذي يسبقّ العاصفة، أو السكون الذي يليها.

خطوات في ردّ الدمع

1د للقراءة سرد

١- كلما تصاعد الدمع لعينيك، همهمي بأغنية شعبية ذات رتم سريع. سيعود الدمع من حيث أتى. هذا تكنيك قرأت عنه بالصدفة في رواية ما، ولمّا جرّبته اكتشفت فعاليّته. 

٢- اختاري شخصية روائية شجاعة. تتحمّل الصعاب، تتأبّطها وتمضي في طريقها وكأنها جريدة انتهت من تصفحّها وحان الوقت لمشاويرها المهمة لأن أمور الحياة، خيرها وطيّبها وسهلها وعسيرها، ينتظر. والأهم من أمور الحياة، الأحبّة في هذه الحياة. استعيني باسمها.

٣- في أوقات الجفاف- جفاف الدمع- أطّري لنفسك أفكاراً وقصصاً من الحمد والثناء على نعم الله في الأمر ذاته الذي يبكيك. فإن عصف بك الحزن، قولي الحمد لله وتشبّثي بالقصص التي وضعتيها لذلك الأمر. 

٤- التنفس بعمق، في اللحظة ذاتها الذي يهددك فيها الدمع، يساعد على لمّه. 

ماذا يقول ويجز؟ ” تحيّة واصلة بدري للجهات الخطر”، وأنا وإن كنت لست واثقة أن هذا ما يقصده السيد ويجز، أوجّه التحية ذاتها لشجاعتنا المكنونة المدفونة كأمانة تحت الشجرة العملاقة في البستان. نستدعيها إن احتجنا لها. كنا نفضّل أن يسير النهر هادئا سعيدا بلا اضطراب لكن نقول لا بأس، معرفتنا الجمعية كانت تقول لنا أن المتاعب في الطريق، بدّرت أو تأخّرت، نجمع شجاعاتنا البيضاء ونقول فضلٌ من الله ورضا. 


كنت أبحث عن مسألة ما في نوتة الجوال، ووصلت إلى نوتة كتبتها قبل سنوات عن أمرٍ عصيب مررت به. وفي نهاية محاولاتي للتفاهم مع الغضب العاصف وجدت أني كتبت: ” الحمدلله على مرونة القلب وطراوة الروح، نتداوى من الكدمات عادي وراسنا يشمّ الهوا”. 

أقرأ هذه الكلمات وأجد فيها العزاء. الحمدلله أن سخّر لي كتابتها، كما أحمد الله على أنني أتذكر ملياً أن ” الحلقة التي ضاقت علي لأقصاها” كما كتبت في تلك النوتة، قد حُلّت وأتى بعدها السماء والبراح، بعد أقل من ٤ شهور بالضبط. بلا جهدٍ مني ولا سعي. الفرج جاء وأنا كنت أجلس على كرسيي أطلب من الله المعونة. 

اليوم أتعامل مع أمر آخر. لا يدعو للغضب. لكنه حزين. لا بأس. الحمدلله على مرونة القلب وطراوة الروح. نربّت على الأحزان الغالية في جيب الصدر عادي. وراسنا يشمّ الهوا. 

اترك تعليقًا